مجلس النواب وليس على المطرب أن يُعرب
بداية لا بد من
الاعتراف أن أداء مجالس النواب عموما لا تحضى بإعجاب الناس وهي متهمة دائمًا بأنها ذراع السلطة الحاكمة وليس الشعب.
لهذا وما أن تبدأ النقاشات لقضية معينة حتى تثور الزوبعة إياها منتقدة أداء النوب.
ولو استعرضنا البرلمانات العالمية لوجدناها نفس الشيء والسبب برأيي المتواضع هو
أداء الناخب الذي لم ينتخب من يملأ مقعده حقيقة، ولا أقصد الوزن طبعا بقدر ما أقصد
العلم والاطلاع. ولقد كتبت قبل سنوات مقالا على هذا الموقع بعنوان "الناخب
الذي نريد" وليس المرشح، لأننا إذا عرف الناخب كيف ينتخب لكان المُخرج من
الانتخابات أكثر جودة. لهذا ربما أكون في
صف من ينتقد المجالس عمومًا. وحتى تتلخص الفكرة "انتقدهم ولكن لا أحملهم كل
الوزر". وفي العموم درجت العادة على
الاعتماد على الجناح الرئيس في مجلس الأمة وهو مجلس الأعيان في الأمور المفصلية.
تذكرت (عبارة ليس
على المطرب أن يُعرب) يوم أمس وأنا أتابع ما يجري على صفحات التواصل الاجتماعي من
هجمة شرسة على مجلس النواب والكل يصب غضبه على الجانب اللغوي للنواب. فتعجبت من
هذا الاتهام فقط عندما ظهرت خلية الإخوان.
كلهم أصبحوا أحفاد سيبويه؛ كلهم لا يخطئون الا بمقولة رفع المفعول به ونصب
الفاعل. هنا أعود للقرة السابقة فأقول لماذا لم يجري الناخبون لمرشحيهم اختبار
مستوى باللغة العربية، فإذا رسبوا أعطوهم مساق عربي 099. ومن يتابع منشوراتنا يقول
من كان منكم بلا خطيئة (لغوية) فليرمنا بحجر.
ومن باب التذكير
خسر الدكتور فيصل القاسم جزءًا من شعبيته عندما أشاد بالبرلمان الأردني مقارنة
بغيرها في الاتجاه المعاكس من الدكتور سفيان التل، لكنه فضل أن يقول الحق ويحمد
الله أن في برلمان عربي مثل البرلمان الأردني.
طبعا الدكتور سفيان لم يعجبه هذا الكلام، خاصة عندما قال له: انت من وين
جاي فقال من عمان، ووين راجع فقال لعمان فقال له احمد ربك يا رجل.
المهم، هذا
البرلمان جاء ليشرّع وليس ليكون أفراده من أحفاد قس بن ساعده. ولكنه إن أخطأ أو
أجاد هو نتاج القاعدة الانتخابية التي افرزته، فلا تلموهم ولوموا أنفسكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق