الاثنين، 28 أبريل 2025

أخرج من جلباب أبيك ولكن لا تخرج منه شخصيًا


يوم أمس ذهبنا الدكتور عدنان الزعبي وأنا للبيت الزميل السيد سامر درويش لتقديم واجب العزاء له وللعائلة بوفاة والدته رحمها الله وغفر لها. 
عند العودة للكلية لأخذ سيارتي من هناك قابلت أبو النور وسألني عن ما الأمر فقلت له كنا في واجب عزاء للزميل.. فحدثني عن حب الزميل لوالدته رحمها الله.. وهذا شيء عادي فكلنا يحب والديه ؛  حب الزميل  قراته انا بشكل مختلف. 
لقد كان الزميل إلى آخر يوم في حياتها يحرص أن يمر بها يوميا ويأخذ منها الساندويش الصباحي. وتمازحه بأنها مسؤولة عنه بشبابه كما كانت بصغره. 
هذا النوع من البر بالوالدين لم أعرفه الا بالكتب او مما أسمع. وربما يتساءل القارئ اين البر في ان تأخذ الساندويش فأقول نعم انه بِرٌ حقيقي. يجب علينا أن لا نشعر الوالدين أننا استغنينا عنهم... يجب أن يعرفوا اننا ما زلنا محتاجين لهم ولو على مستوى الساندويش او كاسة الشاي او فنجان القهوة.
وبنفس القدر الذي أهنئ به السيد سامر على هذا النوع الفريد من البر، أشعر انا بالكثير من القصور غير المقصود تجاه الوالدين رحمهما الله. وربما يشعر الكثيرون بشعوري هذا. 
لك ان تخرج من جلباب أبيك وامك لكن لا تخرج منهما. 
عظم الله أجرك يا سيد سامر كم انت محظوظ. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق